Open Politic|الأمن القومي

الهجرة غير الشرعية: بين استعادة السيادة وإعادة رسم قواعد اللعبة مع أوروبا

1763303000921

الهجرة غير الشرعية في تونس: حلول مقترحة للتعامل مع الظاهرة

تُعدّ الهجرة غير الشرعية من أبرز التحديات التي تواجه تونس في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت البلاد نقطة عبور رئيسية نحو الضفة الشمالية للمتوسط، مما خلق ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا كبيرًا على الدولة. وللتعامل بجدية وفعالية مع هذه الظاهرة، نقترح مقاربتين استراتيجيتين واضحتين:

الحل الأول: إلغاء الاتفاقية الأوروبية

يتمثل هذا الخيار في إلغاء الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي والمتعلقة بإعادة المهاجرين غير النظاميين والتعاون الحدودي، مع استعداد الدولة التونسية للدخول في صراع اقتصادي محدود مع الاتحاد إن اقتضى الأمر.

الهدف من هذا الإجراء هو فرض واقع جديد يُجبر الطرف الأوروبي على مراجعة سياساته تجاه تونس والتعامل معها كندٍّ لا كشرطي حدود بالوكالة. هذا الخيار يحمل مخاطر اقتصادية، لكنه يعكس سيادة وطنية ورفضًا للابتزاز الأوروبي.

الحل الثاني: الحفاظ على الاتفاقية مع إدخال تعديلات وشروط سيادية

يقضي هذا الحل بالإبقاء على الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، ولكن مع إدخال تعديلات جوهرية تحفظ المصالح الوطنية، من أبرزها:

1. عدم إدراج تونس ضمن القوائم السوداء، مع السماح لها بإعادة العمل بنظام الإعفاءات الضريبية للشركات المصدّرة كما كان قبل عهد الرئيس الباجي قائد السبسي، يُعدّ ضرورة عاجلة لاستعادة القدرة التنافسية وجذب الاستثمارات الأجنبية والتونسية.

2. تمويل بناء مركز احتجاز 

التزام الاتحاد الأوروبي بتمويل إنشاء مركز احتجاز ضخم مخصص للمهاجرين غير الشرعيين الذين يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية، مع ضمان احترام حقوق الإنسان وفق المعايير الدولية.

3. دعم الجيش التونسي تقنيًا ولوجستيًا

يشمل ذلك تزويد الجيش الوطني بـ:

طائرات بدون طيار (درونات) للمراقبة الجوية

نظارات ليلية متطورة لتعزيز قدرات الحراسة الليلية

عربات مدرعة خفيفة للانتشار السريع في المناطق الحدودية

أسلحة خفيفة حديثة لفرق التدخل والردع

إنّ ملف الهجرة غير الشرعية لم يعد مسألة إنسانية فقط، بل تحوّل إلى ورقة جيوسياسية تُستعمل للضغط على تونس اقتصاديًا وأمنيًا. لذلك فإنّ التعامل مع هذه الظاهرة يقتضي رؤية وطنية واقعية، تُوازن بين السيادة والمصلحة، وبين الصرامة الإنسانية والبراغماتية السياسية.

الحلان المقترحان — سواء التوجّه نحو إلغاء الاتفاقية الأوروبية وفرض قواعد جديدة، أو الإبقاء عليها مع تعديلها جذريًا — يهدفان في جوهرهما إلى استعادة القرار الوطني، وتحويل تونس من طرف ضعيف إلى شريك يُحسَب له حساب.

مواضيع ذات صلة

قانون حماية الفئات الضعيفة دون تمييز 

عرض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني على استفتاء شعبي

مشروع السيادة الجمعياتية

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات

0