كثيرون يعتقدون أن الاقتصاد في الإسلام معقّد أو قريب من الاشتراكية، لكن الحقيقة أن النظام الاقتصادي الإسلامي في جوهره أقرب إلى الليبرالية، بل شبيه بالنموذج الأميركي الكلاسيكي المبني على حرية التجارة والضرائب المنخفضة.
أما التنظيمات الإسلامية التي ظهرت في القرن الماضي، فهي في الواقع تنظيمات هجينة، خلطت بين الفكر الشيوعي السوفياتي وبين الشعارات الإسلامية، رغم أنها تدّعي محاربة الاتحاد السوفياتي.
الزكاة: ضريبة رمزية لا تخنق الاقتصاد
2.5% فقط من المال النقدي والذهب والفضة وعروض التجارة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول.
الزروع والثمار:
10% إذا كان السقي طبيعياً (مطر أو أنهار).
5% إذا كان السقي بآلات ومصاريف.
قدسية الملكية الفردية في الاسلام (على عكس ما هو الحال في تونس اليوم )
الركاز (الكنوز الطبيعية مثل النفط والفوسفات والمعادن او البشرية ): 20% فقط تؤخذها الدولة باعتبارها ثروة جماعية.
التجارة: تشجيع الانفتاح وحماية الداخل
الواردات: على التجار المسلمين إذا جلبوا بضائع من خارج البلاد، يُؤخذ منهم العُشر (10%).
الصادرات: لا توجد ضريبة عند التصدير، والمال الناتج لا يُزكّى إلا إذا بقي سنة كاملة عند صاحبه.
> أي أن الإسلام شجّع على التصدير والانفتاح التجاري، وفرض رسوماً فقط لحماية السوق الداخلي.
2. الأوقاف كبديل للضرائب الاجتماعية
الأوقاف تاريخياً موّلت الجامعات (القيروان، الأزهر)، المستشفيات (البيمارستانات)، المكتبات، وحتى الأرامل واليتامى.
ملاحظتك مهمة: أن تُصرف الأوقاف اليوم في التعليم العلمي الحديث والصحة قد يكون أنفع من حصرها في بناء المساجد
بهذا الشكل، الوقف يتحول إلى أداة تنمية بشرية تكمّل الزكاة.
مقارنة مع تونس اليوم
في تونس، تصل الضرائب على الشركات والأفراد إلى 50% بين أداءات ورسوم مختلفة. هذا النظام يرهق الاقتصاد ويشجع على التهرب.
بينما في النظام الإسلامي الأصيل:
2.5% زكاة على المال الراكد.
10% على الواردات.
20% على الثروات الطبيعية.
والباقي يُموَّل عبر الأوقاف والتكافل.
الخلاصة
النظام الإسلامي الاقتصادي لم يكن اشتراكياً ولا شيوعياً، بل كان ليبرالياً مع عدالة اجتماعية: ضرائب قليلة وبسيطة، تشجيع على التجارة، تمويل الخدمات عبر الأوقاف، وضمان نصيب عادل للفقراء عبر الزكاة.
لاحظوا أن في الإسلام الدولة لا تتدخل بشكل عنيف في الاقتصاد، بل تشجع على حرية السوق، على عكس ما نراه في تونس اليوم مثلاً حيث الأداءات والضرائب تخنق المبادرة الفردية.
وأنا اليوم، كإنسان منطقي أُقدّم العقل على النقل، ولا أجد حرجاً في الدفاع عن مبادئ إسلامية أراها كانت سبباً في نجاح الإسلام في بداياته: البساطة، العدل، الحرية الاقتصادية، والتكافل الاجتماعي.
هذا هو ما جعل الإسلام ينتشر وينجح، لا فرض النقاب والحجاب بالقوة، ولا منع الغناء، ولا التشدد في تفاصيل الحياة كما يفعل الإسلاميين اليوم.


تعليقات
0