الصفحة الرئيسية|أهم الأفكار

حان الوقت لإديولوجيا جديدة لا علمانية و لا اسلامية

file_00000000489462468a1c46baf4e64eae

“المنطقية”: أيديولوجيا جديدة لعالم عربي جديد .

لماذا نحتاج إلى فكر جديد؟

في عالمنا العربي والإسلامي، عشنا قروناً بين اجترار الماضي أو استيراد نماذج جاهزة من الخارج. استوردنا العلمانية من أوروبا، فمارسناها مشوّهة. وحاولنا تطبيق “الدولة الإسلامية” على واقع لم يُهيَّأ لها. وبين هذا وذاك، ضاعت مصالح الناس، وحُرم المواطن من حقه في النقاش والتصويت والمراجعة.لقد آن الأوان لنطرح بديلًا منبثقًا من تجربتنا، لا من عقدة نقص تجاه الغرب، ولا من حنين فارغ إلى الماضي. بديلٌ يجمع بين العقل والعدالة. وهذا البديل هو: المنطقية.

ما هي المنطقية؟

“المنطقية” هي أيديولوجيا سياسية وفكرية تقوم على قاعدة بسيطة:ما يخدم مصلحة الناس ويُقرّه العقل والتجربة، هو الأولى بالتطبيق، بغض النظر عن مصدره.فهي ليست ضد الدين، ولا معه تلقائيًا. ليست مع الغرب، ولا ضده تلقائيًا. هي مع المنطق، والحوار، والتجربة، والمراجعة المستمرة.

المبادئ الأساسية للمنطقية

لا مقدّس فوق النقاش: كل قانون أو فكرة، مهما كان مصدرها، قابلة للنقاش، بما في ذلك ما يُسمى “المقدّس”.المصلحة العامة تُحدَّد بالتجربة، وليس بالنوايا أو بالنصوص فقط.لا قداسة لمنصب أو دين أو فكر. كل تونسي، مهما كان دينه، له حق الترشح، التصويت، والمشاركة في القرار.مراجعة القوانين تمرّ بالاستفتاء والمشاركة الشعبية، لا بالمنع والوصاية.لا عيب في الاقتباس من الشريعة، أو من الغرب، أو من أي مصدر… العيب هو في التعطيل العقلي.العقل مقدّم على النقل إذا تعارضا، لأن الله لا يمكن أن يمنحنا عقولاً ثم يطلب منا تجميدها.

لماذا نرفض العلمانية بصيغتها الحالية؟

لأنها تحوّلت، خاصة في دول كفرنسا، إلى “دين مدني” يفرض قوالبه على الناس، ويمنع حتى الحجاب والنقاش الديني.ولأنها تُقصي كل ما هو ديني حتى لو كان منطقيًا وعادلاً.ولأنها لا تراعي اختلاف السياقات، وتفرض نموذجًا وُلد في معركة الكنيسة والدولة في أوروبا، ونحن لم نخض هذه المعركة أصلاً.

كيف تحكم “المنطقية”؟

كل قانون يُقاس بمدى خدمته لمصلحة الناس، لا بمدى تطابقه مع نص أو مرجعية.لا يُمنع أي مشروع قانون لأنه “يخالف الشريعة”، بل يُناقش ويُصوَّت عليه.من حق أي شخص أن يعارض قانونًا، ولكن ليس من حقه أن يمنع غيره من النقاش.إذا ثبت بالتجربة أن قانونًا فشل، يُراجع فورًا. التجربة فوق النظرية.

من مرجعياتنا ؟

سقراط، ابن رشد، وتجربة الشعوب .

سقراط أُعدم لأنه حرّك العقول، وواجه السلطة والتقاليد.ابن رشد قُتل لأنه نادى بتقديم العقل والمنطق.هؤلاء شهداؤنا في معركة العقل، وهم أسبق من شهداء العلمانية والحداثة مجتمعة.حضارتنا حاولت تقديم العقل على النقل الاعمى و فشلت ، و حان الوقت لاحياء هذا الاصلاح القديم.

مواضيع ذات صلة

 تونس المصدّرة لا المستورِدة

قانون حماية الفئات الضعيفة دون تمييز

هيآت رفع المظالم لحماية المواطن من الدولة

المحكمة الدستورية العليا لمراقبة السلطة

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات

0