الصفحة الرئيسية|الهوية والثقافة

الديمقراطية مقابل التاريخ الإسلامي: بحثٌ عن استقرار مفقود

1000026384

الإسلام كنظام سياسي لم يتمكن عبر تاريخه من إرساء نظام سياسي مستقر بشكل دائم، حيث كانت الحروب الأهلية والثورات الاستقلالية أبرز السمات التي رافقت الأنظمة الإسلامية على مر العصور، مما يُعد دليلًا واضحًا على عجزه عن تحقيق الاستقرار السياسي الشامل.

الخلافة الراشدة (632-661 م)

الحروب الأهلية (الفتن):

الفتنة الأولى (656-661 م): اندلعت بعد اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، وشهدت معارك مثل موقعة الجمل (656 م) وصفين (657 م). انتهت باغتيال الخليفة علي بن أبي طالب وتأسيس الدولة الأموية.

الثورات الاستقلالية:

حروب الردة (632-633 م): قامت قبائل عربية برفض دفع الزكاة وإعلان الاستقلال بعد وفاة النبي محمد . تمكن الخليفة أبو بكر من القضاء عليها.

الخلافة الأموية (661-750 م)

الحروب الأهلية (الفتن):

الفتنة الثانية (680-692 م): اندلعت بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وشملت معركة كربلاء (680 م) وثورة عبد الله بن الزبير في مكة.

الفتنة الثالثة (744-750 م): صراعات داخلية انتهت بسقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية.

الثورات الاستقلالية:

  1. ثورة عبد الله بن الزبير (683-692 م): أعلن نفسه خليفة في مكة.
  2. ثورات البربر في شمال إفريقيا (740-742 م): ضد السلطة الأموية بسبب الضرائب والتمييز.
  3. ثورات الخوارج (القرن السابع والثامن): تمردات ضد الأمويين.
  4. الثورات الفارسية والمَوالي: بسبب التمييز العرقي ضد غير العرب.

الخلافة العباسية (750-1258 م)

الحروب الأهلية (الفتن):

الفتنة الرابعة (809-827 م): حرب بين أبناء الخليفة هارون الرشيد (الأمين والمأمون).

الثورات المحلية: مثل ثورة الزنج (869-883 م) وثورات القرامطة.

الثورات الاستقلالية:

  1. ثورة الأمويين في الأندلس (756 م): أسس عبد الرحمن الداخل إمارة مستقلة.
  2. ثورة الأدارسة في المغرب (788 م): تأسيس دولة مستقلة.
  3. ثورة الأغالبة في إفريقية (القرن التاسع): حكم ذاتي في تونس وليبيا.
  4. ثورة الطولونيين في مصر (868-905 م): تأسيس دولة مستقلة.
  5. ثورة الصفاريين في فارس (861-1003 م): تأسيس سلالة مستقلة.
  6. ثورة الزنج (869-883 م): تمرد العبيد في العراق.
  7. ثورة القرامطة (القرن التاسع والعاشر): حركة انفصالية في الخليج.
  8. تفكك القرن العاشر: ظهور دول مستقلة مثل الفاطميين والبويهيين والسلاجقة.
    ملخص:

الخلافة الراشدة: حرب أهلية واحدة (الفتنة الأولى) + ثورة استقلالية واحدة (حروب الردة).

الخلافة الأموية: فتنتان كبيرتان + 4 ثورات استقلالية رئيسية.

الخلافة العباسية: فتنة واحدة كبرى + 8 ثورات استقلالية رئيسية.

الإجمالي العام: حوالي 13 ثورة استقلالية كبرى و4 فتن رئيسية في تاريخ الخلافات الإسلامية.

الخلافة الفاطمية (909-1171م) كانت واحدة من أبرز الدول الشيعية الإسماعيلية التي حكمت أجزاء واسعة من شمال إفريقيا، مصر، الشام، والحجاز. خلال حكمها، شهدت العديد من الانقلابات، الثورات الاستقلالية، والحروب الأهلية. فيما يلي تقدير بعددها وأهم تواريخها:

1. الانقلابات على الحكم الفاطمي

• 914م – محاولة انقلاب من قبل أبي عبد الله الشيعي (الداعية الذي أسس الدولة الفاطمية) ضد الخليفة الفاطمي الأول، لكنه قُتل بأمر الخليفة عبيد الله المهدي.

• 996م – انقلاب القائد برغواطة ضد الخليفة الحاكم بأمر الله، لكنه فشل.

• 1021م – اختفاء الحاكم بأمر الله في ظروف غامضة، وهناك من يعتبر ذلك انقلابًا داخليًا.

• 1094م – نزاع على العرش بين نزار والمستعلي بعد وفاة المستنصر بالله، مما أدى إلى انقسام الدولة الإسماعيلية إلى النزارية والمستعلية.

• 1154م – صعود القائد العسكري طلائع بن رزيك إلى الوزارة وتحجيم دور الخليفة الفاطمي العاضد بالله.

• 1169م – استيلاء صلاح الدين الأيوبي على الحكم وإلغاء الخلافة الفاطمية عام 1171م.

إجمالي الانقلابات: حوالي 6 محاولات رئيسية.

2. الثورات الاستقلالية ضد الفاطميين

• 917-921م – ثورة الخوارج في المغرب ضد الحكم الفاطمي.

• 943م – انفصال الدولة الزيرية في المغرب وإعلان ولائها للخلافة العباسية.

• 1014-1016م – تمرد القبائل الأمازيغية في إفريقية (تونس حاليًا) بقيادة الأمير حماد بن زيري، وانفصاله بحكم الجزائر.

• 1048م – استقلال إمارة بني حماد في المغرب الأوسط عن الفاطميين.

• 1073م – استقلال النوبة بعد تمرد ناجح ضد الفاطميين.

• 1070-1091م – انفصال صقلية بعد زحف النورمان عليها.

• 1073-1087م – ثورات قضاعة وبدو بني هلال في مصر.

إجمالي الثورات الاستقلالية: حوالي 7 ثورات رئيسية.

3. الحروب الأهلية داخل الدولة الفاطمية

• 943-947م – صراع داخلي بين القادة الفاطميين في المغرب بعد وفاة الخليفة القائم بأمر الله.

• 1062-1073م – فتنة الأتراك والزنوج في مصر بين الحامية العسكرية الفاطمية، مما أدى إلى اضطرابات طويلة الأمد.

• 1073-1094م – صراع على العرش بين أنصار بدر الجمالي وقوات الفاطميين.

• 1094-1101م – حرب داخلية بين أنصار الأمير نزار والمستعلي بعد وفاة المستنصر بالله.

• 1121-1130م – اضطرابات سياسية وعسكرية بين الوزراء العسكريين حول السيطرة على الخلافة الفاطمية.

• 1154-1169م – صراع داخلي بين الوزراء الفاطميين واشتباكات مع الأيوبيين قبل سقوط الدولة.

إجمالي الحروب الأهلية: حوالي 6 حروب أهلية رئيسية.

الخلاصة

• عدد الانقلابات: 6 محاولات رئيسية.

• عدد الثورات الاستقلالية: 7 ثورات.

• عدد الحروب الأهلية: 6 حروب أهلية.

على النقيض، الولايات المتحدة الأمريكية، خلال 250 عامًا من الديمقراطية، لم تشهد سوى حرب أهلية واحدة.

في الـ250 سنة الأولى بعد وفاة النبي محمد ﷺ (632م إلى حوالي 882م)، عرفت الخلافة الإسلامية عدداً من الخلفاء الذين قُتلوا أو اغتيلوا. فيما يلي أسماء هؤلاء الخلفاء مرتبة حسب التسلسل التاريخي، مع العدد الإجمالي:

الخلفاء الراشدون:

1. عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني)

اغتيل سنة 23 هـ (644م) على يد أبو لؤلؤة المجوسي.

2. عثمان بن عفان (الخليفة الثالث)

قُتل سنة 35 هـ (656م) خلال الفتنة الكبرى.

3. علي بن أبي طالب (الخليفة الرابع)

اغتيل سنة 40 هـ (661م) على يد عبد الرحمن بن ملجم.

الخلافة الأموية:

4. الوليد بن يزيد

قُتل سنة 126 هـ (744م) على يد أفراد من عائلته.

5. إبراهيم بن الوليد

قتل سنة 127 هـ (745م) خلال الصراع على السلطة.

6. مروان بن محمد (آخر الخلفاء الأمويين)

قُتل سنة 132 هـ (750م) على يد العباسيين.

الخلافة العباسية:

7. الأمين (ابن هارون الرشيد)

قُتل سنة 198 هـ (813م) على يد جنود المأمون أثناء الحرب الأهلية.

8. المعتصم بالله

قُتل سنة 227 هـ (842م) خلال انقلاب داخلي.

9. الواثق بالله

يعتقد أنه قُتل سنة 232 هـ (847م) على يد أفراد من الحرس.

10. المستعين بالله

قتل سنة 248 هـ (862م) أثناء صراع داخلي.

11. المعتز بالله

قتل سنة 255 هـ (869م) على يد جنوده.

12. المهتدي بالله

قتل سنة 256 هـ (870م) في انقلاب داخلي.

العدد الإجمالي:

12 خليفة قتلوا خلال الـ250 سنة الأولى بعد وفاة النبي محمد ﷺ.

السبب الرئيسي:

معظم حالات القتل وقعت نتيجة صراعات سياسية داخلية، حروب أهلية، أو انقلابات بين القوى المختلفة داخل الدولة الإسلامية.

بعد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776، تعرض عدد من الرؤساء الأمريكيين للاغتيال. إليك القائمة مع العدد الإجمالي:

الرؤساء الأمريكيون الذين ماتوا مقتولين:

1. أبراهام لينكولن (الرئيس الـ16)

اغتيل عام 1865 على يد جون ويلكس بوث أثناء حضوره عرضاً مسرحياً.

2. جيمس غارفيلد (الرئيس الـ20)

اغتيل عام 1881 على يد تشارلز جيتو بسبب خلافات سياسية.

3. ويليام ماكينلي (الرئيس الـ25)

اغتيل عام 1901 على يد ليون كولغوش أثناء معرض في نيويورك.

4. جون كينيدي (الرئيس الـ35)

اغتيل عام 1963 في دالاس، تكساس، على يد لي هارفي أوزوالد (وفقاً للتحقيقات الرسمية).

العدد الإجمالي:

4 رؤساء أمريكيين ماتوا مقتولين بعد استقلال الولايات المتحدة.

لماذا النظام الإسلامي لا يصلح للحكم اليوم؟

النظام الإسلامي قد حقق نجاحًا نسبيًا في بداياته التاريخية، ويرجع ذلك إلى عوامل سياسية واجتماعية خاصة بتلك الحقبة الزمنية، منها:

  1. سقوط القوى العظمى المنافسة: انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية تحت ضربات القبائل الجرمانية، وانهيار الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية بسبب الحروب الطاحنة بينهما. هذا الفراغ السياسي سهّل تمدد الإسلام كنظام جديد.
  2. مرونة الإسلام مقارنة بالمسيحية آنذاك: الإسلام في بداياته أظهر تسامحًا نسبيًا وتطورًا تشريعيًا مقارنة بالديانة المسيحية التي كانت أقل تسامحًا وأكثر انغلاقًا في تلك الفترة.
  3. القيادة القوية والفعالة: في ظل غياب منافسين أقوياء، استطاع المسلمون الأوائل بقيادة الخلفاء الراشدين والأنظمة اللاحقة تقديم نموذج من الاستقرار النسبي.

لماذا هذا النظام لم يعد صالحًا اليوم؟

رغم هذه النجاحات في بداياته، إلا أن النظام الإسلامي لم يعد قادرًا على تقديم حلول عملية وفعالة لمتطلبات الحكم في العصر الحديث لعدة أسباب:

  1. التغيرات العالمية:

اليوم، نحن أمام نظام عالمي قائم على الديمقراطية، ورغم عيوبها، فإنها توفر آليات لتداول السلطة، احترام الحريات الفردية، وضمان حقوق الأقليات. في المقابل، الأنظمة الإسلامية تعتمد على نصوص وتشريعات قديمة تعجز عن التكيف مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية الحديثة.

  1. الافتقار إلى المرونة التشريعية:

النظام الإسلامي يعتمد بشكل كبير على النصوص الدينية (القرآن والسنة) كمصدر رئيسي للتشريع، مما يجعله أقل قدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في العالم.

  1. الإشكالية في التطبيق:

التجارب المعاصرة للحكم الإسلامي (مثل إيران، طالبان، أو السعودية في بعض مراحلها) أظهرت محدودية هذا النظام في تقديم استقرار سياسي واجتماعي مستدام. هذه الأنظمة غالبًا ما تنتهي بقمع الحريات الفردية، وتقييد حقوق المرأة والأقليات، والوقوع في الاستبداد.

  1. التناقض

4. التناقض مع مفاهيم الدولة الحديثة:

الدولة الحديثة تعتمد على فصل الدين عن السياسة لضمان الحياد والعدل بين المواطنين بمختلف توجهاتهم. أما النظام الإسلامي فيُبقي الدين في قلب السياسة، مما يؤدي إلى هيمنة فئة واحدة على حساب الآخرين.

الدليل العلمي:

الدليل على عدم قدرة النظام الإسلامي على توفير الاستقرار السياسي والاقتصادي يكمن في:

1. الدراسات التاريخية: أغلب الدول التي تبنّت نظامًا إسلاميًا في العصر الحديث عانت من عدم الاستقرار.

2. المؤشرات العالمية: الدول ذات الأنظمة الدينية تُصنّف غالبًا في مراتب متأخرة في مؤشرات الحريات، التنمية البشرية، ومكافحة الفساد.

3. التجربة الواقعية: مقارنة بالديمقراطيات الحديثة، الأنظمة الإسلامية لم تثبت قدرتها على التوفيق بين متطلبات العصر الحديث والقيم التقليدية.

الخلاصة:

النظام الإسلامي نجح نسبيًا في بداياته بفضل الفراغ السياسي وضعف الأنظمة المنافسة، لكنه لم يعد يناسب متطلبات الدولة الحديثة المبنية على الديمقراطية، الحريات، والمساواة. التطور التاريخي يثبت أن المجتمعات تحتاج إلى أنظمة ديناميكية تتكيف مع التغيرات، وهو ما يفتقده النظام الإسلامي الذي يظل مرتبطًا بمرجعية دينية غير قابلة للتغيير.

مواضيع ذات صلة

تحالف العقل والإيمان

السردين أم الذئب؟ عن القيادة الفردية والعقل الجماعي

حان الوقت لإديولوجيا جديدة لا علمانية و لا اسلامية

الدولة العصرية : رؤية عقلانية لعالم عربي جديد

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات

0